رسالة التقريب - العدد ٣٣ ملتقيات محمّد علي آذرشب 1423
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين وعلى جميع أنبياء الله المرسلين. (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز). صدق الله العلي العظيم بدعوة من تجمع العلماء المسلمين في لبنان، انعقد في بيروت يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر شوال عام ١٤٢٢ هجري الموافق للتاسع والعاشر من شهر كانون الثاني عام ٢٠٠٢ ميلادي، مؤتمر علماء الإسلام لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني، تحت شعار (إنقاذ القدس ونصرة الشعب الفلسطيني، تكليف شرعي وواجب جهادي) شاركت في إعماله وفعالياته نخبة من علماء ومرجعيات وقادة الأمة الإسلاميّة من الأقطار العربية والإسلاميّة ومن إنحاء العالم، وفي نهاية المؤتمر اصدر المؤتمرون البيان الختامي والمقررات والتوصيات التالية: أمام المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإرهابي الصهيوني، المؤيد بتواطؤ دولي، وصمت عربي وإسلامي غير مفهوم، يؤكد علماء الإسلام من موقع مسؤوليتهم الدينية وتكليفهم (٢٨٠) الشرعي وواجبهم الأخلاقي والإنساني في دعم ونصرة وحماية الشعب الفلسطيني وفي قول كلمة الحق نيابة عن الأمة الإسلاميّة بكل فئاتها وشعوبها ومذاهبها وأقطارها، على الثوابت والمواقف التالية: أولا: أن فلسطين كلها من النهر إلى البحر أرض عربية - إسلامية، وأنها وطن أبنائها الفلسطينيين جميعاً. ثانياً: أن القدس بحدودها التاريخية المعروفة هي مدينة عربية - إسلامية غير قابلة للتجزئة والتقسيم. ثالثاً: أن الوجود الإسرائيلي القائم على أرض فلسطين اليوم بكل أشكاله هو وجود غير شرعي وغير قانوني ناشئ عن الغزو والغصب والاحتلال وإخراج أهلها وتشريدهم. رابعاً: أن مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال والعدوان، بكل إشكالها هي حق مشروع يوجبه الإسلام وتؤكده الرسالات السماوية والقوانين الطبيعية والقيم الإنسانية. خامساً: أن العلميات الاستشهادية التي ينفذها المجاهدون ضد العدو الصهيوني هي عمليات مشروعة وتستند إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله - وهي في أعلى مراتب الشهادة. سادساً: نؤكد على المجتمع الدولي أن يضع حدا لعدوان المعتدي الإسرائيلي، لا أن يطلب من الشعب الفلسطيني المعتدى عليه التخلي عن سلاحه وهو سلاح التضحية بالنفس للدفاع عن وجوده، ونؤكد على حق الشعب الفلسطيني في أن يسعى بكل الوسائل للحصول على ما يلزمه من أسلحة وذخائر في معركة الدفاع عن النفس. سابعاً: إننا نرفض رفضاً قاطعا لوائح الإرهاب الأميركية وملحقاتها التي تفتري على قوى المقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين وعلى الدول والجمعيات والمؤسسات والشخصيات المؤيدة والداعمة لها. ثامناً: أن حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي وسائر قوى المقاومة هي التعبير الحي عن إرادة الأمة. (٢٨١) وإذا كان حماة وسادة الكيان الصهيوني في الإدارة الأميركية يستهدفون المقاومة لأنها تشكل تهديدا حقيقيا لهذا الكيان فإننا نعتبرها أنبل واقدس ظاهرة في تاريخنا المعاصر. تاسعاً: أن نصرة وحماية ودعم الشعب الفلسطيني، والدفاع عنه واجب العرب والمسلمين جميعاً حكومات وشعوباً وتيارات سياسية. عاشراً: إننا ندعو الحكومات والشعوب والأحزاب السياسية في العالم العربي والإسلامي إلى التعاون لإخراج الأمة من حال الضعف والعجز والتمزق والفرقة والخلاف والانقسام باعتبارات قومية أو قطرية أو مذهبية أو سياسية، إلى الحوار والمصالحة والتضامن وصولاً إلى تحقيق وحدة الأمة. حادي عشر: يعتبر العلماء الحملة العدوانية الظالمة التي تقودها الإدارة الأميركية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول والتي بدأت بالعدوان على أفغانستان وما رافقه من مجازر وحشية جماعية بحق المدنيين العزل وإبادة شاملة للأسرى من المقاتلين في قعلة غانجي، جريمة على مستوى العصر، وهي بذلك تسعى لإخضاع العالم الإسلامي لهيمنتها المطلقة، وهذا يقتضي من كل فعاليات الأمة وقواها الحية الوقوف في وجه هذا المشروع ومقاومته لإسقاطه. ثاني عشر: يدعو العلماء مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في لبنان إلى الوقوف بقوة ضد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية والدعم للانتفاضة والمقاومة. ثالث عشر: ينوه المجتمعون ويقدرون مواقف الجمهورية العربية السورية، والجمهورية الإسلاميّة في إيران في دعمهما للشعب الفلسطيني والمقاومة، ويرون إنها تشكل نواة لموقف إسلامي جامع. رابع عشر: يقدر المجتمعون عاليا الدور المميز للبنان دولة وشعبا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واحتضان المقاومة وتأييد الانتفاضة. (٢٨٢) مقررات وتوصيات مؤتمر علماء الإسلام أولاً: المقررات ١ - اعتبار المؤتمر مؤسسة دائمة، وتشكيل امانة عامة وامانة سر ولجنة متابعة. ٢ - تأسيس صندوق مالي دولي لدعم صمود الشعب الفلسطيني. ثانياً: التوصيات ١ - حرمة تقديم المساعدة للعدوان الأميركي على آية دولة في العالم. ٢ - إدخال مادة فلسطين والقدس في المناهج التعليمية بما يؤدي إلى إبقائها حية في أذهان الأجيال. ٣ - العمل على دراسة معالجة المشكلات والمخاطر المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين في البلدان العربية. ٤ - تشكيل جمعية ضغط عالمية سياسية وإعلامية من كافة الفعاليات الإعلامية والهيئات الحقوقية والإنسانية. ٥ - أوصى المؤتمرون بصحة وجواز صرف أموال الزكاة والصدقات والنذور والخمس والهدايا والتبرعات إلى الانتفاضة والمقاومة في فلسطين. ٦ - تحريم البيع والشراء والسمسرة على ارض فلسطين بما يؤدي إلى إخراج ملكيتها إلى اليهود. ٧ - يوصي المؤتمرون بوجوب مقاطعة إسرائيل ومقاومة التطبيع وكل أشكال العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والتجارية واعتبارها باطلة أساسا. ٨ - الاستفادة من موسم الحج لشرح ودعم القضية الفلسطينية عبر اللقاءات والمؤتمرات والأنشطة المختلفة. ٩ - التأكيد على دور العلماء في شرح وتوضيح معاني الجهاد بكل وجوهه، بما يحول كافة أفراد الأمة إلى مجاهدين في مجالات الحياة كافة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ١٠ - اعتبار دعم الانتفاضة والمقاومة والجهاد ضد الكيان الصهيوني من أسس وحدة الأمة الإسلاميّة وتحرير فلسطين.