banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

الشيخ ميثم البحراني.. يخترق العصر
ثقافتنا - العدد 14
شخصيات
الدكتور صباح زنكنه
1428

خلاصة:
يمثل الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني (القرن السابع للهجرة)، نموذجاً للعالم الذي يتخطى الحدود المكانية، ويعبر الحدود الزمنية أيضا، ويبدع في جميع الشئون التي تتعامل معها.
وبدراسة متمعنة للظروف التاريخية، والفكرية والسياسية التي عاصرها الشيخ ميثم البحراني، وطرح اختصاصاته العلمية البارزة فسوف نجد أنه ساهم في تأسيس تيارات فكرية وعلمية، تجاوزت الكم المتراكم من التركة الفكرية التي عاصرها، وجاءت بأرضية ساعدت على بناء مدارس أنارت القرون اللاحقة.
مناسبة إحياء ذكرى عالم موسوعي رحالة بعلمه، مستوعب لشؤون دينه وعصره كالعلامة ميثم بن علي بن ميثم البحراني تمثل حلقة هامة لاستكشاف الماضي بروح متفحصة مدققة، وبنظرة تربط مراحل التاريخ، وتستكنه الثابت والمتغير، وتستخرج المعايير الحية للتعامل مع الحاضر والمستقبل.
وإن عصراً كالعصر الذي عاشه العلامة كمال الدين ميثم البحراني وقد حفل بمختلف الظروف والمؤثرات السياسية والفكرية والدينية والعلمية، وتراكمت فيه الأحداث الجسام، لكفيل بإعطائنا نموذجاً جيداً للدراسة والمقارنة، وهذا ما سنشير إلى ملامحه إجمالا.
شخصية ابن ميثم، بمنشئها العلمي والاجتماعي، وظروف ارتباطاتها العلمية والفكرية، وعبورها الحدود الجغرافية، وبعمق تناولها للمواضيع العلمية وإبداعها في شتى العلوم، وبتجربتها الوجدانية المتفاعلة، لتعتبر شاخصاً ملائماً لاستيعاب تلك المرحلة التاريخية، والانطلاق منها إلى الحاضر والمستقبل.
ومن هاتين الركيزتين، سنحاول الانطلاق للإمساك بالخيوط المتشابكة والمترابطة بين أبعاد الزمن، وصولاً إلى الظروف الموضوعية والعلمية والذهنية التي نعايشها، وما يمكن أن نستفيده من معايير وقواعد في مواجهة الواقع واستشراف الغد.
ويحدونا في هذا الطريق، ضرورة قراءة التاريخ بعيون عصرية، ورؤية جديدة، لنتمكن من الإجابة عن أسئلة ملحة في خضم الواقع المعاش، والعواصف التي تحيط بنا.
ـ فمن نحن؟
ـ وما هي خصائص تاريخنا وحضارتنا ومجتمعنا؟
ـ وما هي رواسب الماضي ومخلفاته؟ وما هي عناصره الثابتة والمتغيرة؟
ـ وما هي أسباب تخلفنا وانحدارنا وتفرّقنا؟ ولماذا لم نشهد الاستمرارية في الازدهار؟
ـ وماهي عناصر قوتنا ومكامن طاقاتنا؟
ـ ثم أين حلقة الوصل بين الماضي والحاضر وما هي ركيزة الانطلاق للمستقبل؟
ـ ماذا نريد؟ التقدم، والاستقلال أم التبعية والانحدار؟
ـ وهل لإرداتنا تأثير؟
ـ وما هي مقومات الانطلاق؟
ـ وكيف نعالج الآفات الداخلية والانحرافات والجمود والإفراط والتفريط وبأي وسيلة نواجه التيارات العارمة والهجمات المدمرة للكيان والثقافة والهوية؟ وربما يتساءل البعض: هل نواجهها أم نتركها تمر وتعبث وتخرب وترحل أو لا ترحل؟
يقول الدكتور محمد جابر الأنصاري ‹‹إن معركتنا هي معركة حضارية بلا جدال.. بل إن مقومات البقاء، وتجنب الفناء في هذا العالم، هي مسألة حضارية قبل كل شيء›› (1) .
ويضيف: «ولكن عندما نقول إنها معركة بناء حضاري وتكنولوجي طويل الأمد، هل سيتركنا أحد وشأننا نبني ونتحضر بهدوء.. ونتعلم ونستنبت التكنولوجيا في أرضنا كما يحلو لنا .. هل سيتطوع أحد بتوفير هذا المناخ الحضاري الهادئ لنا؟!».
وقبل ذلك، فلنلق نظرة على الأحوال السياسية والعقلية، في القرن السابع الهجري في البلدان الإسلامية، لنطلع على الظروف التي عاشها العلامة ميثم البحراني خاصة في العراق حيث كان مركز الخلافة العباسية.

الحالة السياسية
يذكر الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه الفكر الشيعي والنزعات الصوفية(2)، أن البويهيين حكموا في العراق في القرن الخامس، ولما تفاقمت الحال، أرسل الخليفة العباسي القائم بأمر الله، بمساعدة وزيره أبي الحارث أرسلان بن عبدالله البساسيري (451هـ) إلى السلاجقة يطلب إليهم طرد البويهيين من العراق خوفاً من سقوط الدولة العباسية على يد جارتها اللدود الدولة الفاطمية. وتم الأمر للخليفة سنة 447هـ فاحتل الجيش السلجوقي بغداد(3).
وانقلبت الآية على الشيعة .. وأعدم شيخهم، ونهبت دار متكلمهم أبي جعفر الطوسي، وتم إحراق خزانة كتبه وفرّ إلى النجف(4)ولولا مسالمة الشيعة للجيش السلجوقي أثناء دخول بغداد لكان من الممكن أن تحدث أمور جسام(5). ولما استعاد العباسيون السلطة من السلاجقة، دار دولاب السياسة من جديد لصالح الشيعة حتى لقد زعم أن الخليفة الناصر كان يتشيع
(575 – 622هـ) (6).
وبموت الناصر، عاد الضعف يدب في جسم الدولة العباسية، حتى جاء التتار في حملة استطلاعية سنة 634هـ فحاصروا أربيل وفتحوها ثم تركوها(7). وعادوا بعد اثنتي عشره سنة ليطيحوا بالدولة العباسية الهرمة ويأتوا على بنيانها من القواعد. وقد قتل التتار أبا الصلايا العلوي، كما وقتل نقيب العلويين شرف الدين ابن طاووس على يد هولاكو.
ويضيف الشيخ محمد رضا الخاتمي البروجردي، في مقدمة تحقيقه لكتاب ‹‹شرح نهج البلاغة››: قسّم قلج أرسلان السلجوقي ملكه في حياته بين أبنائه الثمانية وابن أخ له، ولم يمت إلا ورأى السيف بينهم مسلولاً، وكان هو نفسه عاشر العشرة في النزاع والفتنة.
وكان اختلاف الكلمة بين ملوك مغارب ممالك الإسلام هو الذي أدى إلى اشتداد كارثة متفيئي ظل الصليب، وجرأتهم حتى استنفروا بِخَيلهم ورجلهم وقضوا على العباد وحكموا البلاد وأكثروا فيها الفساد، واستولوا على كثير من مدن آسيا الصغرى، وقد يجرهم الاختلاف إلىالتوسل بالأعداء والركون إلى الذين سفكوا دماء الآباء، والاستعانة بهم وإعانتهم على السفك والقتل.
والمحصل أن الناس بين المشرق والمغرب إنما هم، بين عيث التتار وعسف الإفرنج، ومن سلم من هاتين الطائفتين، فالسيف بينهم مسلول والفتنة قائمة، فما ظنك بالعائش في عصر يرى مثوى العباد مسعى الفساد، وأعزة الأهل أذلة، ضحايا نبال الظلم وسبايا يده. وما ظنك فيمن امتلئت حياته بأكداس الأشواك.
وواضح أن حالة التقزم والتفرق بين الدويلات، على الرغم من وجود اسم الخلافة العباسية في بغداد، لم توفر القدرة الدفاعية والحصانة اللازمة أمام التيارين السياسيين الكبيرين: الحملات الصليبية، الحملات التترية والمغولية.
وأن انشغال الحكومة في بغداد بجمع الأموال وعدم الاهتمام بأمور البلاد، أدى إلى تباعد الطبقات الوسطى ذات المقدرة الإدارية، والعلمية عنها.
ومن المؤلم سماع كلمة هولاكو عندما هجم على بغداد وجاءه حاكمها بكميات كبيرة من الذهب ليستقبله بها ويمنع عن نفسه القتل، إذ قال: يا لك من أحمق، احتفظت بالذهب لنفسك وكان بإمكانك أن تجهز الجيوش والموانع بها لتدافع بها عن بلادك!!
وقال الرصافي واصفاً حالة الحوار بين المستعصم وهولاكو، حين أصابه التجويع لثلاثة أيام:
فقـال هلاكــو عـاجلوه بقصـعةٍ
وقولوا له كُـلْ مـا بـدا لـك إنهـا
ألست لهـذا اليـوم كنـت ادخرتهـا
وكنـت بهـا دون الممالـك معجبـاً
ولو كنت فـي عـز الـبلاد أهنتهـا
لما أكلتك اليوم حربـي وإن غـدت
ســأبذلها دون الجنـود أزيــدهم
وســوف وإن لـم يبــق إلا حديثنـا

من الذهب الإبريز واللؤلـؤ الرطـب
لآلـئ لـم تعبـث بهـن يـد الثقـب
فدونك فانظرهل تنوب عـن الحـب؟
وفاتك أن المقت مـن ثمـر العجـب
وأنزلت منها الجند في منزل خصـب
تذيب لظاها عنصر الحجـر الصـلب
حيـالاً بهـا فـوق المطهمـة القـب
تميزملوك الأرض: دأبك من دأبـي! (8)
ونرى في جانب آخر من البلاد أوضاعاً مأساوية، حيث كانت الحركة الإسماعيلية تسيطر على قلاع ومدن شرق وشمال إيران، وقفت وصمدت أمام تيارات التتار والمغول فترة زمنية ، ثم تهاوت وسقطت واحدة تلو الأخرى، نتيجة انعزالها عن جسم الأمة وبقية أجزائها، مع ما كان لها من قوات مدربة ومستعدة للاغتيال والانتحار!! ومن تعاليم وتنظيمات سرية جهنمية.
وموقع العلماء في هذه البلاد وتلك، وفي ظل التصارع على السلطة، وانعدام الأمن لا يحسدون عليه. وهذا ما يبين الصلة الوثيقة بين الوضع السياسي والأمني وبين الوضع العلمي.
فمن النماذج الحية لعلماء هذا العصر، يمكن الإشارة إلى العلامة خواجة نصير الدين الطوسي المعاصر للشيخ ميثم البحراني، وممن يعتبر صاحب العلاقة العلمية ذات الاتجاهين: إذ أخذ كل منهما عن الآخر في موضوعات علمية مختلفة.
وعانى العلامة المحقق خواجة نصير الدين، الأمرّين، حيث ولد في طوس (خراسان)، وتنقل بين حواضرها العلمية حتى بلغ سن الرشد، وإذا بفرق الإسماعيلية تلاحقه (9) فاضطر إلى متابعتهم، حيث استقبله المحتشم، حاكمهم في مقاطعة قهستان وأسكنه في قلعة قهستان الآمنة نسبياً حتى حين!!. وأنتج فيها بعضاً من مؤلفاته وبعد الهجوم المغولي، وسقوط قلعة قهستان، أجبر على الذهاب إلى قلعة الموت، وهي مركزهم آنذاك. واستقر هناك فترة من الزمن ودوّن بعضاً آخر من إنتاجه العلمي الهائل. وإن كان قد انتقد في مقدماته طرق تلك الجماعات، لكنهم تحملوه وكانوا يتبارون في المفاخرة بوجوده بينهم.
وعند سقوط آخر قلاع الإسماعيلية، تلقفه القادة المغول والتتار، إذ كان آبا قاخان، والد هولاكو قد سمع بقدراته العملية وأوصى أبناءه بمحاولة الاستفادة منه وضمه إلى بلاطهم. اصطحبه هولاكو معه إلى بغداد، وكان هذا الغازي عازماً على إبادة علماء تلك الديار إلا أن نصير الدين الطوسي أصر على عدم المساس بهم، بل وحماهم وهيأ لهم مقومات العيش المناسب والآمن، بعيداً عن ضغوط التيارات المهاجمة، والتيارات المتشددة المتلبسة بالإسلام، من تكفير واغتيال وتفسيق.
والنموذج الآخر، هو الإمام الفخر الرازي، إذ كان تياره العلمي والفكري قد اخترق الحدود الجغرافية (وحتى الزمنية إلى يومنا هذا)، من خراسان في أقصى شرق العالم الإسلامي، إلى أقصى الغرب في مصر وشمال أفريقيا.
إلا أن هذا العالم الجليل والذي سنذكر بعض تأثيراته العلمية على الوسط العلمي فقد قتله الحساد بالسم فمات شهيداً، سنة 660 هـ.ق.
وفي غرب العراق، نجد ابن تيمية، يلعب أدواراً هامة في أواخر القرن السابع وبدايات القرن الثامن الهجري (661-728هـ).
فلقد نهض ابن تيمية في الوقت الذي كان الرعب والخوف من المغول
لا يزالان يسيطران على جميع أنحاء العالم الإسلامي، ودعا المسلمين للصمود أمام المغول وقتالهم وساعد في انتصار المماليك في مصر(10).
واقترن مطلع القرن السابع في البلاد الإسلامية جميعها بارتفاع مكانة الصوفية وبخاصة في أطراف العالم الإسلامي، ولعل من أبرز الدلائل على ذلك أن شهاب الدين السهروردي (توفي 632هـ) كان ممثل الخليفة الناصر العباسي في استقبال الوفد المصري إلى بغداد سنة 604هـ ورسوله في سفارات متعددة إلى مصر، ومندوبه للتفاوض مع محمد خوارزم شاه لما عزم على غزو بغداد سنة 614هـ ورسوله إلى عز الدين كيكاووس سنة 616هـ لإلباسه لباس الفتوة في قونية، فأحدث وصوله دوياً عظيماً حتى قيل أن كل سكان المدينة لبسوا منه الخرقة الصوفية وبعد هذا بقليل، بدأ مد التتار الذي ساق أمام قبائل التركمان إلى بلاد الروم وكان معها الصوفية الهاربون من هناك.
وقد كان نجم الدين الكبري قدوة للعصر في مقارعة التتار ومقاتلتهم وينبغي أن نذكر من هؤلاء المهاجرين السيد محمد الخراساني الذي لقبه الأتراك بحاجي بكتاش وكان له أثر بالغ في المجتمع الصوفي التركي(11).
ويعتقد بعض المؤرخين أن ابن تيمية كان يعتبر أن ظهور الأحمدية (الرفاعية الصوفية) وإضعافهم للوازع الديني المتصل بالفقه الإسلامي مباشرة وتخديرهم الناس وحملهم على الخمول والكسل والتسليم كان أكبر أسباب ظهور التتار(12).
وهذا الرأي، وأن كان ابن تيمية قد عممه على جميع الأحوال والحركات والبلدان، إلا أننا نرى نماذج عديدة من مقاومة صوفية أو شيعية تقارع التتار كما ألمحنا قبل قليل من أمثال نجم الدين الكبرى، والسيد محمد الخراساني، وغيرهم كثير في العراق وباقي البلدان الإسلامية.
وفي عام 697هـ فتح الجيش المصري في عهد الملك المنصور السلحداري عدداً من القلاع والاستحكامات في أرمينيا الصغرى، ووصل هذا الخبر إلى دمشق فاحتفل به ابن تيمية(13).
وفي عام 699هـ شنّ غازان على الشام، فترك أهالي دمشق المدينة خوفاً من المغول. وذهب ابن تيمية وعدد من العلماء لأخذ الأمان من غازان فقال له غازان قد بعثت لكم الأمان(14). ولكن حدث اضطراب وفوضى في المدينة، ونهب المغول الصالحية وقتلوا وسلبوا، وصمدت قلعة دمشق ولم تستسلم. ومرة أخرى ذهب ابن تيمية إلى غازان كي يحول دون القتل والنهب، ولكن لم يسمح له سعيد الدين الساوجي والخواجة رشيد الدين فضل الله باللقاء، وقالا: لا يزال مال مهم لم يحصل عليه غازان.
وفي شوال 699هـ توجه نائب السلطنة بدمشق آقوش الافرم إلى جبال كسروان بلبنان لحرب الدروز الذين ساعدوا المغول في قتالهم المصريين. وخرج ابن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة مع آقوش في هذه الحرب.
وعام 705 جدد الهجوم على جبال كسروان وشارك ابن تيمية فيه مشاركة فعالة.

الحالة العقلية والفكرية
كان ابن تيمية يرى أن المتكلمين أهل بدعة وأن الفلاسفة والمتكلمين لم يبثوا أي حقيقة. وأن الأصول التي وضعوها تتناقض مع الحقيقة، وهم يرون أن هذه الأصول مقدمة على ما أورده نبي الإسلام(15)ويقول: يعتقد الفلاسفة أن النبي (ص) لم يقل الحقيقة للناس، بل قال لهم خلاف الحقيقة ليروا صلاحهم فيها. ويقول ابن سينا وأمثاله، ورغم علم رسول الله بالحقيقة، فقد كان يبين ما يخالفها ويدفع الناس للتخيل والظن. ويعتقدون أن الفيلسوف أفضل من النبي، والنبوة سنخ من الرؤيا .. ويجيز الملاحدة والقرامطة التأويل للخواص فقط.
ويبين ابن تيمية أربعة أصول في آرائه:
1- ليس العقل معارضاً للقرآن والحديث 2- العقل موافق للقرآن والحديث 3- عقليات الحكماء والمتكلمين المعارضة للنقل والسنة باطلة
4- العقل الصحيح والصريح والخالص مخالف لأقوال الحكماء والمتكلمين.
ويكثر ابن تيمية من الاعتراض على الفرق والعلماء والفلاسفة الذين يعتقد أنهم يؤولون القرآن والأحاديث ومنهم المعتزلة والكلابية والسالمية والكرامية والشيعة والفارابي وابن سينا وابن رشد والغزالي وابن عربي والرفاعية وابن الطفيل وإخوان الصفا والإسماعيلية، وخاصة في صفات الله عز وجل مما ورد في الآيات الكريمة: مثل:يد الله، على العرش، نزوله إلى السماء، ومجيئه في صف الملائكة، فيقول إن كل هذا صحيح وإن كيفيتها مجهولة، ويرفض كلام المتكلمين في قولهم: «إن الله موجود في كل مكان وإن نسبته إلى الأمكنة واحدة».
وكان المعتزلة الذين يغالون في توحيد ذات الباري يخشون الابتعاد عن التوحيد المحض إذ قالوا بصفات منفصلة عن ذات الله، ويتهمون مخالفيهم الذين يعتقدون بصفات قديمة منفصلة عن الذات بأنهم يقولون بتعدد القدماء (القدماء الثمانية) وقد وجه عالم الشيعة وفقيهها الشهير العلامة الحلي (وهو تلميذ شيخنا ميثم البحراني) هذا الاتهام إلى الاشاعرة في كتاب ‹‹منهاج الكرامة›› وأثارت هذه التهمة ابن تيمية وأزعجته فخصص لها صفحات عديدة من كتاب ‹‹منهاج السنة›› الذي ألفه في الرد على ‹‹منهاج الكرامة››.
ويقول الدكتور عباس زرياب الخوئي أنه «لا الشيعة المعتزلة ينكرون صفات الله أو ينفونها، ولا الأشاعرة يقولون بتعدد القدماء وتركيب الصفات والذات، وإن النزاع بين الفريقين، في الحقيقة، لفظي ولا معنى للالتزامات المذكورة». من الجانبين(16).
وهدفنا من هذا التفصيل هو:
1- بيان الأجواء التي عاشها الشيخ ميثم البحراني، في العراق وما كانت فرق المسلمين تعاني منه، علمياً وعملياً، والأجواء السياسية التي غطت على تلك الفترة الانتقالية الصعبة، بسقوط العباسيين، وتمكن التتار والمغول من أجزاء هذا العالم الإسلامي، وتغلغل الصليبيين، وانتشار الدويلات وبلبلة الأفكار والصراعات.
2- وإيضاح ما كانت عليه أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي من انشغال قضايا تجريدية وذهنية ورياضات فكرية ومعارك وصولات وتفريط بقوى الأمة.
3- لم تتوصل هذه الصراعات إلى تطوير علمي وعملي ينفع الناس في حياتهم ويقوي أساليبهم ووسائلهم في تلك الفترة الزمنية، ولم تؤد إلى بناء قواعد للتطوير العلمي والصناعي (عدا ما شهدته تلك الحقبة التاريخية من تطوير وتأسيس لدى الخواجة نصير الدين الطوسي، صاحب الشيخ ميثم البحراني، تلميذه الفقهي، وأستاذه في الحكمة والفلسفة).
ولا بد لجلاء الظروف العقلية للقرن السابع والثامن الهجريين، الإشارة إلى «أن علم الكلام بجانبيه الشيعي والسني، إلا السلفي، قد تأثر بالنزعات الفلسفية عن طريق نصير الدين الطوسي نفسه، الذي كان من اهتمامه بالفلسفة ومكانته فيها أن اعتبره ابن قيم الحوزية (ت 751) في صف واحد مع ابن سينا (وكان ابن القيم قد اتهم الطوسي بأنه أشار الى قتل الخليفة، ولكن ابن كثير وهو أيضاً خصم للطوسي، رأى أن ‹‹ هذا لا يصدر عن عاقل ولا فاضل››(17) .
واعتبره طاش كبري زاده (962) منقحاً، وأرّخ الأخير إحياء البحث الفلسفي بأنه ما كان إلا منذ نصير الدين الطوسي وأضرابه (18).
وتمثل بعث الروح الفلسفي عند نصير الدين الطوسي في كتيب صغير عرفه الناس بعد موته، ويعرف بـ‹‹تجريد الاعتقاد››، مزج فيه الفلسفة لأول مرة في الإسلام بعلم الكلام مزجاً تاماً.
ويقول الأستاذ الخضيري في محاضراته: «إننا إذا نظرنا في كتب الكلام في العهد الذي تم فيه العلم وتصور بصورته النهائية من حيث المادة والتبويب والاصطلاحات، رأينا بأنه يحتوي على معالجة لجانب كبير من المسائل الفلسفية في علم ما بعد الطبيعة، وعلم النفس، وفي نظرية العلم على الخصوص، وفي الأخلاق وفي مسائل كثيرة من الطبيعة، وأخيراً في السياسة، هذا إلى جانب المسائل المعتمدة على السمعيات أو علم الدين»(19).
ووصف علاء الدين ابن محمد القوشجي، وهو أحد شراح هذا الكتاب (توفي879) بأنه ‹‹مخزون بالعجائب، مشحون بالغرائب، صغير الحجم ركيز النظم، مقبول الأئمة العظام، لم يظفر بمثله علماء الأمصار››.
وقد كثر الشارحون له على مرّ القرون وأصبح كتاباً درسياً للمدارس الدينية السنية والشيعية في جميع أقطار العالم الإسلامي (عدا السلفية).
وقد ألّف نصير الدين الطوسي أكثر من 32 كتاباً في الأشكال الهندسية والمطالع والمغارب، والمناظر والكرة، وتعيين القبلة في البلدان، والفلك وبعاد النيّرين (الشمس والقمر).
كما ألف أكثر من خمسة كتب في الحساب والجبر والمقابلة والمثلثات. أما في الهيئة والنجوم وأحكام النجوم والتقويم فقد ألّف 19 كتاباً. وفي الإسطرلاب وهو من فروع علم الهيئة فقد ألف كتابين. كما ألف في علم الموسيقى رسالة.
وفي المنطق والعقائد والفلسفة له أربعون كتاباً من أمهات المراجع. وبين فيها ماهية العلم والعالم والمعلوم، وتطرق إلى جميع المسائل المشكلة وحلولها المقدمة من الآخرين، ونقدها وتحليلها، وبيان إجابته عليها. ونجد في هذه الكتب تأسيساً للأسلوب العلمي في التعامل مع القضايا المادية والحسية والمعنوية. كما كتب أربعة كتب في الطب، وعشرين كتاباً في الإجابة على أسئلة علماء الديار الإسلامية.
والكثير من كتب التفسير، والفقه والأصول والأخلاق، والتاريخ وآداب المتعلمين والعروض والقافية، والجواهر والحيوان والنبات، والضرائب الحكومية وأساليب الحكم والإدارة، ألّفها الطوسي وأغنى بها المكتبة الإسلامية.
ومن الكتب والرسائل المهمة أجوبته في ‹‹رسالة العلم›› على تساؤلات شيخنا ميثم البحراني.
وما يلفت النظر في التاريخ العلمي للبحرين، هو وجود مختلف المدارس الفكرية والعلمية التي تدرس بعيداً عن التكفير والتفسيق، علىمرّ العصور، وعلى أعلى مستويات التحصيل العلمي.
مما تقدم نفهم أن ابن ميثم، درس على المدارس التي تحفل بالتعددية الفكرية.
وحينما فقد أحد أساتذته (شيخ كمال الدين أحمد بن علي بن سعيد البحراني) اتجه إلى الخواجة نصير الدين، محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، وكان الطوسي قد اضطلع بمهمة تاريخية ودينية كبرى وهي تحويل الطوفان المغولي العارم، إلى روافد تحيي الأرض والنسل، وتبديل تلك الأقوام المخربة المدمرة عابدة الأصنام وفاقدة المدنية والحضارة، إلى أقوام تدين بالإسلام، وتمهد لبناء أعظم التجمعات العلمية، وتأسيس أضخم المراصد، وإيجاد مكتبة بأربعمائة ألف مجلد، وحافلة بمئات العلماء والمحققين في شتى فروع العلم والصناعات.
في هذه الفترة، يرسل شيخنا ابن ميثم البحراني، برسالة حول العلم، ويقول في مقدمتها:
« فعاقه عن كشف قناعها، عوائق الحدثان، حتى درج إلى راحة الرحمن وعرج إلى ساحة الرضوان؛ فرفعتها متعمداً إلى الوصول إلى أغوارها والنزول على سرايرها وأسرارها، على وحداني الزمان ورمَّاني اللسان، قطب أرباب العرفان والبرهان، الناهض إلى أعالي أفق عليّين، الشارح في مشارح المتألهين، الناطق عن مشكوة الحق المبين، سلطان الحكماء والمتكلمين، نصير الحق والدين، محمد الطوسي، أيده الله بروح القدسيين، أعالي مناصب العلويين؛ فأسعفني في سؤالي بأرفع مراتب الإرادة وأسعدني على مقالتي، بأوسع مواهب السعادة، فأقمر ليلي بلوامع أنظاره الزاهرة وأسفر نهاري بسواطع أسرار أفكاره الباهرة، نعمة منه وتفضلاً وتكرمة من لديه وتطولاً..».
ويجيبه الخواجة نصير الدين، ويمتدحه كثيراً:
أتاني كتاب في البـلاغة متنــه إلى غايـة ليست تقارب بالوصف
فمنظومه كالـدر جـاد نظامـه ومنثوره مـثل الدراري في اللطف
إلى آخر القصيدة... ويضيف:
‹‹ وردت رسالة شريفة، ومقالة لطيفة، مشحونة بزوايد الفوايد، من زواهر الجواهر، من الجناب الكريم، السيدي السندي، العالمي الفاضلي المحققي المدققي الجمالي الكمالي، أدام الله جماله وحرس كماله؛ إلى الداعي الضعيف، المحروم اللهيف، محمد الطوسي؛ فاقتبس من شرارة ناره نكت الزبور، وآنس من جانب طوره أثر النوب، فوجدها بكراً حملت حرة كريمة .. تضمنت درة يتيمة، هي أوراق مشتملة على رسائل في ضمنها مسائل، أرسلها وسأل عنها من كان أفضل زمانه وأوحد أقرانه الذي نطق الحق على لسانه ولوح الحقيقة من بيانه، ورأيت المورد ـ أدام الله أفضاله ـ قد سألني الكلام فيها وكشف القناع عن مطاويها، وأين أنا من المبارزة مع فرسان الكلام، والمعارضة مع البدر التمام، وكيف يصل الأعرج إلى قلة الجبل المنيع، ومن يراك الطالع شارة الضليع؛ لكني لحرصي على طلب التوسل الروحاني إليه، بإجابة سؤاله....››.
وثم يبدأ بشرح مواد البحث المطروقة في الرسالة.
هذا التواصل العلمي، يدلنا على العالمية، أو تخطى الحدود المكانية، حتى في أحلك الأدوار التاريخية، كما يدل على الموقع الهام لشيخنا كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، وعلى حرصه لاستكناه الدروس والغوامض من العلوم والفنون.
وكما يعتبر الشيخ ميثم حلقة وصل هامة، حفظت أصول علم الكلام والفلسفة الإسلامية بثوبها الرشيق ونقله حتى وصل إلى صدر الدين الشيرازي المعروف بـ‹‹الملا صدرا››. وهذا ما اعتمده الملا صدرا في شرح كتاب التجريد لأستاذ الشيخ ميثم الخواجة نصير الدين الطوسي، لا سيما في الجواهر والأعراض(20).
ولا بد أن نذكر لميثم اعتداله في التشيع وتجنب الخوض في الخلافات والطعن.
وقد طرح الشيخ ميثم من السابقين في الاستشهاد بكلام الغزالي، على ما كان من هذا من وقوع في الشيعة، فأثبت نص كلامه في حقيقة التوبة (ن.م).
ونظرة عابرة إلى كتاب ‹‹قواعد المرام في علم الكلام›› تدلل على العمق الفكري والقدرة الخلاقة للشيخ ميثم في ترتيبه المواضيع، وحصره الأقوال وطرحها بكل موضوعية وأدب ونقدها بكل سلاسة، وقبول ما يمكنه قبولها والاستدلال عليها، ورفعة ما يجده مخالفاً للحقيقة النقلية أو العقلية.
فيرتب الكلام في بيان التصور والتصديق والبديهي، والطرق الموصلة إلى التصديق والتصور، والنظر المفيد للعلم، ومطابقة الدليل وعدمه، وحصول العلم وغيره، ثم يتطرق إلى أحكام كلية المعلومات، وهي تشكل أرضية ضرورية للتأسيس العلمي من أوسع أبوابه.
وينطلق إلى موضوع حدوث العالم، والعلم بالصانع، ونظراً لإشارتنا إلى بعض الأفكار في هذا المجال لابن تيمية، فسنشير إلى بعض معالجات ابن ميثم (وقد سبق ابن تيمية في البحث والكتابة بحوالي العقد أو العقدين من الزمن):
ففي موضوع الحيز للباري تعالى فيقول: إنه تعالى ليس في مكان ولا جهة ولا حيز، خلافاً للكرامية، فإنهم اتفقوا على أنه تعالى في جهة؛ ثم زعمت العابدية إن بينهما بعداً متناهياً..
وبعد هذا التقرير، وبيان وجوه الاحتمالات، يقول في الوجه الثالث: «إنه ثبت في علم الهيئة والمجسطي أن السماوات والأرض كروية، وإذا كانت كذلك كانت الجهة التي فوق رأي من كان ببلاد المشرق بعينها أسفل لمن كان ببلاد المغرب وبالعكس، فلو كان سبحانه في جهة فوق لكان كونه فوقاً لقومٍ مسلتزماً لكونه أسفل لقوم آخرين، وذلك مما يأباه الخصم وينكره».
وهذه العبارة تدل على منهجية علمية جبارة قياساً للواقع العلمي لذلك التاريخ. وهو ببيان حقيقة علمية بسيطة، يأتي على صراع طويل فيبطله من الأساس.
وأظن أن الأمور قد اتضحت لجماهير المسلمين وعلماء المذاهب الإسلامية، لكن الحال بقي هو الحال بالنسبة لمجموعة بعينها إلى يومنا هذا..
ولم يكتف العلامة ميثم البحراني بالاستدلال الكلامي وعلم الهيئة فحسب بل يجاري الخصم الفكري، ليظهر بطلان أدلته بالمعقول والمنقول، وتبرز هنا قوته في الاستدلال القرآني، حتى يصل إلى موضوع تعارض العقل والنقل فيقول:
«إذا تعارضا فأما أن نعمل معاً وهو جمع بين النقيضين، أو نطرحهما معاً وهو خلو النقيضين، أو نرجح النقل على العقل وهو باطل، لأن النقل فرع على العقل، فلو كذبنا العقل لتصحيح النقل لزم تكذيب العقل والنقل معاً، فتعين ترجيح العقل على النقل ثم تأويل النقل أو تفويض علمه إلى الله تعالى».
وهذا التحليل، الذي يضع له ضوابط، حسبما ينقل عن الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله، يفتح آفاق الاستفادة من العقل وحدود الحركة الحرة الفكرية وذلك مما بإمكانه التأسيس لنهضة علمية وتقنية عالية ومتطورة.

تلخيص واستنتاج
1- إن الخلافات السياسية والاستئثار بالسلطة والثروات، أدّى إلى تفرق دولة الاسلام الى دويلات وبالمآل سقوطها أمام تيارات الصليبية والتترية.
2- الخلافات المذهبية وتأجيج المشاعر والتكفير والتفسيق، أدى إلى معارك جانبية ومذابح بين الطوائف الإسلامية التي نطقت بالشهادتين، ولم تنتج تلك الخلافات المتعنتة سوى الفرقة والتباعد والتباغض.
3- اشتداد الأزمات لابد له من ضبط من الحريصين على هوية الأمة الإسلامية ووحدتها، وهذا ما لمسناه من جهود الخواجة نصير الدين والشيخ البحراني ومن التف حولهما من علماء وتلاميذ، مما أدى إلى تحويل الطوفان والسيول المهاجمة إلى روافد مسالمة، وبنّاءة وأثرت على المهاجم في رؤيته وعقيدته، بدل أن تنهزم الأمة في عقيدتها وثقافتها.
4- بناء النهضة العلمية التي نحن بأشد الحاجة إليها، لن يكون سهلاً والأمة تعيش التجاذب والإفراط والتفريط والتشدد والعنف، والغزو الفكري والثقافي. فلا بد من كتلة أو نواة أولية كما حصل في القرن السابع لالتئام العلماء والمفكرين والمثقفين وتأسيس مركز أو مراكز علمية للتطوير والتصنيع والبناء والتنمية البشرية؛ ولا بد من دعم الحكومات من أجل الاستمرارية والوصول إلى نتائج مجدية.
5- العودة إلى التراث الإسلامي وإحيائه كفيلٌ بإحياء روح المثابرة، وتحصين الأمة، بروح استشراف المستقبل وعدم الوقوف عن الأطلال.
6- التواصل بين علماء بلدان العالم الإسلامي كالذي حدث بين العلامة ميثم البحراني والخواجة نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي، يجب أن يستمر بدرجات أعلى واشد.
الهوامش:
* - باحث في إيران .
1 - تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها – ص 71/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر- 1992- بيروت.
2 - مكتبة النهضة – بغداد 1966 .
3 - تاريخ الدولة السلجوقية لعلي بن ناصر الحسيني – لاهور 1933 ص17.
4 - البداية والنهاية، 12/68.
5 - ابن الأثير 9/211 .
6 - تاريخ الخلفاء ص 99 وتاريخ أبي الفداء 3/142 و 143.
7 - البداية والنهاية 13/145 ودول الإسلام الذهبي 2/104 .
8- تاريخ العراق بين احتلالين – عباس الغزاوي ص 225.
9- ‹‹يادنامه هفتصدمين سال خواجه نصير الدين طوسي›› - مدرس رضوي، طبع جامعة طهران عام 1335هـ.ش ، 1955م.
10- عباس زرياب- دائرة المعارف الإسلامية الكبرى- ج2 ص530.
11- الفكر الشيعي والنـزاعات الصوفية- كامل مصطفى الشيبي- ص 369-370.
12- الفكر الشيعي نقلا عن الرسائل والمسائل – الرسالة الخامسة 1/197 .
13- دائرة المعارف الإسلامية الكبرى – 2/531 .
14- المقريزي 1 (13/889).
15- مجموعة التفسير 360 .
16- دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ج2/539 .
17- البداية والنهاية 13/267.
18- الفكر الشيعي ص 96 .
19- الفكر الشيعي ص 97.
20- الفكر الشيعي/ 101.

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الشيخ ميثم البحراني رمز من رموز التراث والتواصل الحضاري   (بازدید: 1930)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الشيخ ميثم البحراني على خلفية أوضاع عصره   (بازدید: 1640)   (نویسنده: الشيخ ماجد الماجد)
• العلامة ابن ميثم البحراني موجز حياته العلمية   (بازدید: 1593)   (نویسنده: زهراء مصباح)
• ميثم البحراني حياته ودوره في دعم الحركة العلمية في البحرين   (بازدید: 2797)   (نویسنده: الشيخ حميد مباركة)
• ابن ميثم البحراني وعصره   (بازدید: 1085)   (نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• الكواكبي والدين   (بازدید: 1136)   (نویسنده: أسعد السحمراني)
• رمز من رموز التراث والتواصل الحضاري   (بازدید: 1229)   (نویسنده: الشيخ ميثم البحراني)
• كيف ينبغي النظر إلى ظاهرة الشيخ ميثم البحراني؟   (بازدید: 1321)   (نویسنده: محمد جابر الانصاري)
• مجدّد العصر   (بازدید: 754)   (نویسنده: إبراهيم محمد جواد)
• ملامح من شخصية العالم المفكر الشيخ ميثم البحراني   (بازدید: 1663)   (نویسنده: السيد محمد بحر العلوم)
• العلامة المطهري / في آرائه الفلسفية والعقائدية   (بازدید: 4025)   (نویسنده: السيد حسن النوري)
• الملف / رجل الإحياء والاستئناف الحضاري   (بازدید: 941)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• احمد صدقي الدجاني رجل الفكر الحضاري   (بازدید: 1594)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الشيخ محيي الدين بن عربي و أثره الحضاري في حوض المتوسط   (بازدید: 1189)   (نویسنده: محمد قجة)
• العلامة محمد تقي القمي رائد للتقريب والنهضة الإسلامية   (بازدید: 2852)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• رائد الدراسات الفارسية في مصر   (بازدید: 987)   (نویسنده: الدكتور صادق خورشا)
• شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي الحلبي   (بازدید: 2526)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• ملف مالك بن نبي   (بازدید: 1273)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الاتجاه النقدي عند الشهرستاني   (بازدید: 1894)   (نویسنده: د. محمد حسيني أبو سعدة)
• شيخ الإشراق   (بازدید: 1697)   (نویسنده: سيد حسين نصر)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]