رسالة التقريب - العدد ١٩ - ٢٠ الوحدة الإسلامية الشيخ أحمد كفتارو 1419
خلق الله الإنسان اجتماعياً بطبعه، وأنزل شرائعه في مجتمعات إنسانية، ثم جاء بالرسالة الخاتمة على سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله - فقررت بصريح العبارة وجوب إقامة مجتمع الإيمان، على أسا حاجة الإنسان لأخيه الإنسان: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير﴾. ومن ثم فقد حرمت الشريعة الخاتمة الرهبنة والعزلة والإنتباذ، إذ قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - «لا رهبانية في الإسلام» وإذا كان التعاون الإنساني حاجة وضرورة دلت عليها نصوص الشريعة فإن تحقيق الإخاء الإسلامي أشد تأكيداً، وهو مقصد رئيسي من مقاصد الشريعة السمحة، ﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون﴾، والدعوة إلى الوحدة الإسلاميّة مطلب عظيم، ينبغي أن نسعى إلى تحقيقه على أسس علمية موضوعية، وأن نجرد هذه الدعوة الصادقة من الصيغ الخطابية العاطفية التي تتردد بين الحين والآخر، وتخلط بين تحقيق الوحدة الإسلاميّة وبين إلغاء المدارس الاجتهادية ا